دعا شبان سودانيون إلى التظاهر يوم الاثنين ضد نظام الرئيس عمر البشير في مختلف أنحاء السودان في استلهام على ما يبدو للمظاهرات في العالم العربي.
وقال أحد الشبان طالبا عدم كشف هويته "ليس هناك ديمقراطية أو حرية في هذا البلد في حين هناك مشاكل كثيرة جدا".
وأضاف "نعلم أنه في 21 مارس/آذار سيعتقل العديد من المتظاهرين وسيمارسون عنفا شديدا لكننا لا نخاف".
وندد الناشطون بما وصفوه بالفساد وانفصال جنوب السودان الذي نسبوه "لسياسة فرق تسد التي تنتهجها الحكومة"، وارتفاع الأسعار، ونزاع دارفور المتواصل منذ ثمانية أعوام، والفقر والبطالة، وما سمّوه انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الأمن.
نقص التنظيم
واعتبر فؤاد حكمت المحلل في مجموعة الأزمات الدولية أن "ثمة أسبابا للمطالبة بالتغيير لكن ليس هناك تنظيم".
وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم لن يتسامح مع أي خروج عليه وأن قوات الأمن ستقمع كل من سيخرج إلى الشوارع.
وحسب أرقام نشرتها الحكومة نهاية 2010، بلغت نسبة البطالة 40% في السودان واعتبر خبراء أن نصف سكان شمال السودان تقريبا يعيش تحت عتبة الفقر.
غير أن حكمت أكد أنه يتعين على الناشطين السودانيين إنشاء منظمة حقيقية في حين تختلف أحزاب المعارضة على الطريقة التي يجب التعامل بها مع النظام.
وقد قمعت الشرطة بعنف عدة مظاهرات منذ مطلع العام الجاري مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهريّ لتفريق المتظاهرين واعتقلت العديد منهم.
صفوت فانوس قال إن التغيير قد يأتي من داخل المؤتمر الوطني (الجزيرة-أرشيف)
توقع الأسوأ
ويرى صفوت فانوس أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم أن الوضع بالسودان ليس مثل تونس ومصر مشددا على أن الناشطين الشبان لا يحظون بشعبية إلا في وسط البلاد.
وأضاف أن "الجهوية والقبلية ضاربة في السودان ولو حصلت ثورة في الخرطوم قد نشاهد وضعا شبيها بليبيا وربما أسوأ بكثير".
واعتبر أن التغيير قد يأتي من داخل حزب المؤتمر الوطني ذاته ومن إسلاميي حزب المؤتمر الشعبي الذي يقوده الزعيم حسن الترابي الذي كان العقل المدبر لنظام البشير ويقبع حاليا في السجن.
وأوضح أن "هناك في الإسلاميين الموالين لحسن الترابي وكذلك أيضا في حزب المؤتمر الوطني، بعض التيارات التي تطالب بمزيد من الديمقراطية وتنتقد التسلط والفساد".
وكان البشير قد أعلن الشهر الماضي عن إنشاء لجنة لمكافحة الفساد، وقال إنه لن يترشح لولاية جديدة، وفق ما أعلنه قيادي بالحزب الحاكم.
غير أن الداعين إلى مظاهرة الاثنين يرون أن حزب المؤتمر الوطني فقد مصداقيته تماما ولم يبق سوى المظاهرات لإحداث التغيير رغم المخاطر المترتبة عنها.
وأجمع المحللون على القول إن النقص في المواد الغذائية الأساسية والخدمات قد يكون عنصرا حاسما في تعبئة السودانيين