قال مصدر طبي يوم الاحد ان الرئيس
اليمني علي عبد الله صالح استعاد الوعي بعد جراحة ناجحة في الرياض في الوقت
الذي دعا فيه القائم بأعماله
في اليمن القبائل للالتزام بهدنة.
وقال زعماء المعارضة ان عبد ربه منصور هادي القائم بأعمال الرئيس الذي
تولى السلطة بعد اصابة صالح في هجوم يوم الجمعة عرض ايضا سحب القوات من
ضاحية في صنعاء تشهد أغلب القتال اضافة الى رفع الحواجز من على الطرق
الرئيسية المؤدية الى العاصمة والمدن الاخرى.
وقالت المعارضة ان قبائل حاشد التي يتزعمها صادق الاحمر والتي خاضت قتالا
مع القوات الموالية لصالح وافقت على الالتزام بهدنة تستمر يوما.
وقال مسؤول بالحزب اليمني الحاكم ان صالح سيعود الى البلاد خلال ايام ولكن
مع الصراع الدائر حاليا على السلطة وتجدد القتال مع اتحاد قبلي كبير فان
خطر حدوث اضطرابات جديدة ما زال كبيرا.
وقال فاروق عبد السلام وهو من سكان مدينة عدن بجنوب اليمن "الناس قلقون
بشأن ما سيحدث بعد رحيل صالح. اكثر ما يقلقهم هو حدوث انقلاب عسكري او صراع
على السلطة داخل الجيش."
وتتزايد المخاوف من ان يصبح اليمن الذي يوشك على الانهيار المالي ويعد
موطنا لمتشددي القاعدة دولة فاشلة تمثل تهديدا لاكبر منطقة لتصدير النفط في
العالم وللامن العالمي. وأغضب صالح حلفاءه السابقين في الولايات المتحدة
والسعودية الذين كانوا ينظرون اليه ذات يوم على انه شريك اساسي في جهود
محاربة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب عندما تراجع أكثر من مرة عن
التوقيع على الاتفاق الذي رعته دول مجلس التعاون الخيلجي لخروجه من السلطة
مقابل عدم محاكمته.
وقال خالد الدخيل وهو محلل سياسي سعودي "أعتقد أن هذه هي نهاية مباراته... لن يتفاوض معه السعوديون."
وغنى شبان يمنيون اغاني وطنية ورقصوا في ميدان في صنعاء احتفالا بما اعتبروه رحيل صالح نهائيا عن اليمن.
ورفع المتظاهرون المناهضون لصالح لافتات مكتوب عليها "اليمن من دونك أجمل" ولافتات اخرى تعبر عن الفرح لرحيل صالح.
وقال ساكن في مقهى محلي "سعادتنا ستكتمل فور ان نتأكد ان صالح لن يعود."
لكن صوت اطلاق النيران دوى في منطقة اخرى بالعاصمة مما اعاد الى الاذهان
القتال الذي دار على مدى الاسبوعين المنصرمين بين قوات صالح واتحاد القبائل
الذي يتزعمه الاحمر.
وكان ذلك القتال الذي اسفر عن مقتل اكثر من 200 شخص هو الاكثر دموية منذ
اندلاع الاحتجاجات في يناير كانون الثاني مستلهمة الثورتين التونسية
والمصرية.
وفي مدينة تعز الجنوبية احتفل الاف الاشخاص بسفر صالح الى السعودية باقامة
عرض للالعاب النارية لكن قناة الجزيرة الفضائية ذكرت ان عدة اشخاص اصيبوا
بجروح في اطلاق كثيف للنيران.
وترك صالح للبلاد في هذا الوقت حتى ولو كان للعلاج قد يجعل احتفاظه بالسلطة صعبا.
وقال غانم نسيبة كبير المحللين في مؤسسة بوليتيكال كابيتل انه يعتقد ان هذه هي نهاية حكم صالح.
واضاف ان هناك بصيص أمل أمام السعودية ومجلس التعاون الخليجي والغرب
لانقاذ ما يمكن انقاذه في اليمن وانه يتعين عليهم التحرك سريعا. وقال ان
اليمن يدخل مرحلة ما بعد صالح والتي ربما تكون السعودية والغرب غير مستعدين
لها.
وكانت السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم والتي لها حدود مشتركة مع اليمن
تمتد لمسافة 1500 كيلومتر قادت الجهود للتفاوض بشأن انتقال سلمي للسلطة
الى جماعات المعارضة اليمنية.
ولم يتحدد بعد المحور الحقيقي للسلطة في اليمن بعد رحيل صالح لكن أحمد
أكبر أبنائه يقود الحرس الجمهوري ويسيطر ثلاثة من أبناء أشقائه على وحدات
الامن والمخابرات في البلاد. لكن صالح فقد تأييد اللواء القوي علي محسن
الذي انحاز الى المحتجين ووصف الرئيس بانه رجل مجنون.
وطالبت واشنطن صالح بالتنحي عن السلطة وتحدث كبير مساعدي الرئيس الامريكي
باراك أوباما في مجال مكافحة الارهاب يوم السبت مع القائم بأعمال الرئيس.
واجتمع عبد ربه منصور الذي يقول المحللون بانه لا يملك صلاحيات كبيرة مع
القادة العسكريين ومنهم ابناء صالح وابناء اخوته. كما اجتمع عبد ربه مع
السفير الامريكي.
وأدى الهجوم الصاروخي على قصر صالح الى مقتل سبعة وانهيار الحكومة اليمنية
بأكملها. ويعالج رئيس الوزراء واثنان من نوابه ورئيسا مجلسي البرلمان في
الرياض من اصابات.
وأنحى الجيش اليمني باللائمة في الهجوم على تنظيم القاعدة لكن دبلوماسيين
ومحللين اتهموا حكومة صالح بتضخيم خطر القاعدة في اليمن لكسب التأييد
الدولي.
وقال جيمس فالون خبير شؤون اليمن بمجموعة أوراسيا "ترك صالح للبلاد في هذا الوقت له دلالات سياسية عميقة."
ومضى يقول "ستعتبره الكثير من الاوساط في اليمن نهاية لرئاسة صالح."
من محمد الغباري وجيسون بنهم