تألم حتى تتعلم.........
روى الفيلسوف المعروف - بجلال الدين الرومي -: أن شخصاً طلب من أحد صُناع الوشم لينقش على ساعده صورة أسد قوي ظاهر الأنياب لكي يراه الناس فيهابونه ويحترمونه لشجاعته.
وعندما أخذ صانع النقوش إبرة الوشم – أخذ ينقش الأسد المطلوب بادئاً من الذيل، أحس الشخص بألم وخزة الإبرة، فطلب من الصانع أن يترك الذيل لأنهُ مؤلم، فلا ضير على أسد أن يكون بلا ذيل.
وانتقل الصانع يرسم العين، ومن جديد أحس الشخص بألم الوخز فهتف: إني أريده من غير عين.
وانتقل صانع الوشم يرسم الأذن، وكانت الاستجابة بالمثل الشعور بالألم والتماس التوقف عن الوخز بالإبرة لما تسببه من ألم، بعدها انتقل صانع الوشم إلى البطن، ولكنه استمع إلى نفس الاحتجاج والصراخ من الألم نفس الالتماس بأن الأسد الذي أريده من غير بطن وليست به حاجة للطعام.
وحين طالت حيرة الواشم رمى الإبرة، وقال للرجل غاضباً: أيها الشخص العجيب.. لا أعلم أن الله خلق أسداً بغير ذيل، وبغير رأس، وبغير بطن.. ولم يشاهد أحداً هذا الأسد لا في الحقيقة ولا في الخيال، وما دمت لا تحتمل وخز الإبرة فكيف تدّعي شجاعة الأسود.
بالفعل تتكرر هذه القصة في حياتنا كثيراً.. فخوفنا من المواجهة وادعائنا الشجاعة في مواجهة الأمور تضيع هباءً في أول الطريق عندما تظهر الصعوبات وتصبح الكلمات والإرادة والعزم هشيماً تذروه الرياح مع أول وخزة للإبرة...
الكل لديه مشاكل في حياته ولكن تختلف طريقة المواجهة من شخص لآخر... لماذا ينجح البعض في الحياة ويفشل البعض الآخر بالرغم من تكافؤ الظروف العقلية والاجتماعية المحيطة بهم؟
هل بالإمكان حقاً أن نحقق أحلام الأفراد في تحقيق ما يصبون إليه من سعادة وفاعلية؟
نعم بالإمكان ولكن حين يتألم الإنسان!!!!
* * *
نقلاً عن كتاب "متفائلون" للمؤلف عبد الكريم القصيّر...................
* * *
أفقر الناس من عاش بلا أمل..............
* * *