تحفل هذه اللغة الجميلة بكثير من الأسرار التي تدلّ على عظمتها وتشي بروعتها .. وها هنا سرّ من الأسرار الكامنة خلف هذا البقاء العظيم والشموخ الخالد لهذه اللغة عبر مرّ الأزمان وتوالي الدهور ..
أما من اخترته ليشرح لكم السرّ فهو عالم جليل وأديب كبير من نوادر علماء هذا الزمان وكبار أعلامه .. تقرأ له حيث يمّمت من كتبه فيدهشك بقلمٍ سيّال وفكر رائق وحبكٍ وسبْكٍ قلّ أن ترى مثله لمعاصرٍ .. مع وفرة في المفردات وامتلاك لمخزون مدهشٍ من الثروة اللغوية ...إنّه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى ..
قال في كتابه ( حديث النفس ) ص/ 142 :
( كتبتُ مرةً أن إنجليزي القرن العشرين يقرأ أدب إنجليز القرن السادس عشر فلا يفهمه إلا بترجمان، ونحن نقرأ شعراً عربياً من ألف وأربعمائة سنة فنفهمه كما نفهم شعر شعرائنا اليوم .
فمن أين للعربية هذه المزية ؟!
وكف ثبتت العربية برغم النكبات الثقال التي مرت بها؟!
كيف عجزت الدول التركية والفارسية التي تعاقبت على بلاد العرب من أيام الواثق عن أن تقضي عليها؟!
بل كيف استطاعت هي أن تقضي على عجمتهم وتدخلهم تحت لوائها؟!
وما هو السرّ في قوة العربية وثباتها؟!!
إن السر في هذا الحصن المتين الذي حصنها الله به :
القرآن يا ســادة، القرآن !! )