لماذا تستمر بعض السيارات في العمل بشكل جيد، بينما تبدو سيارات أخرى من نفس الموديل والسنة والمسافة المقطوعة في حالة يرثى لها؟ بالتأكيد هذا السؤال يتبادر لذهنك عند حدوث مشاكل لسيارتك وتحاول أن تقارنها بما يحدث لسيارات زملائك أو أصدقائك.
إن العناية المنتظمة بالسيارة لها دور كبير في المحافظة عليها وبالتالي يتعين عليك دائما أن تتفقد أنظمتها، والقيام بالصيانة والوقاية المنتظمة، والانتباه للأصوات غير العادية، والاهتزاز، أو الأداء غير الكامل لأي جزء من السيارة. ثم المباردة بمعالجة المشكلة البسيطة في الحال، وعدم تركها لتتطور وتصبح مشكلة كبيرة، علما بأن تعليمات الصيانة تختلف طبقا لصناعة السيارة.
ويمكن تلخيص بعض النصائح نحو القيادة في نصيحة واحدة أساسية وهي: " افعل كل شيء برفق مثل السرعة، والفرملة والدوران.. الخ." حيث إن عادات القيادة المعقولة تساعد في جعل سيارتك تدوم لفترة أطول، إلى جانب الاقتصاد في الوقود والمساعدة في منع الحوادث.
ويجب عليك أيضا أن تراجع مستوى سائل التبريد في الرادياتير مرة كل أسبوع على الأقل وقم بزيادة السائل إذا ما وجدت المستوى دون علامة ممتلئ. وإذا بقي المستوى في حالة نقصان فما عليك إلا البحث عن تسربات.
وبطبيعة الحال فإن الكشف على مستوى الزيت من أهم الأمور التي يحب مراعاتها. أوقف السيارة على أرض مستوية، وانتظر بضع دقائق، ثم أخرج مقياس عمق الزيت وأمسحه ثم أعده في مكانه. إذا وجدت أن المستوى دون الخط يجب أن تضيف قدرا من الزيت يكفي للوصول بمستوى الزيت إلى علامة (ممتلئ) ولا تضف أكثر من ذلك، كما يجب فحص النظام بحثا عن تسربات. يمتلئ الجو بالأتربة والغبار والشوائب ولهذا تأثير سيئ جدا على الطلاء، ولابد من غسل السيارة كل أسبوع مستخدما قدرا كافيا من الماء لتجنب خدش الطلاء.
قم باستخدام كميات كافية من الماء على جوانب الرفارف، ومن المفيد استخدام مواد حافظة للهيكل على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر، وذلك لحماية الطلاء من روث الطيور وكل ما يتجمع من الأوساخ المتلفة للهيكل أثناء سير السيارة.
أما لمن اشترى سيارة جديدة فيجب عليه مراعاة عدم زيادة السرعة في فترة الـ 1000 كجم الأولى أو نحو ذلك، وحاول قدر الإمكان القيادة بسرعات مختلفة.
وبوجه عام، من المهم تشغيل السيارة وإيقافها بالتدريج، وبهذا سيكون التآكل عند التحرك أقل، وكذلك في نظام نقل الحركة والمكابح. ولا تقم أيضا بإدارة عجلة القيادة والسيارة ثابتة، لأن ذلك يُجهد أجزاء الطرف الأمامي، ودع السيارة تتدرج قليلا أثناء المناورة.
ولا يمكن إغفال حالة الطرق المتردية حيث إن وجود الحفر و"البالوعات" والحجارة على الأسفلت والشوارع الجانبية من الأمور الشائعة جدا. وفي حقيقة الأمر فإن هذه العوائق تشكل أكبر تهديد لسلامة السائق أولا وللسيارة ثانيا.
لذا حاول إبعاد اتجاه السيارة عن الحفر، لأن السير في الحفر يتلف الإطارات والعجلات وأجزاء الطرف الأمامي. وإذا لم تستطع أن تتفادى الحفر أو أن تجعل الحفرة بين العجلات فيجب أن تحرر المكابح مباشرة قبل أن تسقط في الحفرة.
ويجب عليك تجنب الدوران البطيء لمدة طويلة، لأن الدوران البطيء للمحرك لمدة 30 ثانية أو نحوها يهدر الوقود، ويسبب تآكل المحرك أكثر من إعادة تشغيله. ولا تدنو أثناء القيادة من مؤخرة السيارة التي أمامك لأن ذلك يتلف المكابح ويسبب الحوادث.
وهناك بعض الفحوص التي يجب عليك إجراؤها كل شهر وتدوينها في أجندتك الخاصة. فمثلا يجب فحص ضغط الإطارات وهي باردة مستخدما جهاز قياس دقيقا (لا تثق بأجهزة القياس المركبة في مضخة الهواء في محطات الوقود، حيث إنها تميل كثيرا إلى عدم الدقة). اطلع على كتيب التشغيل أو البيانات الموجودة على جانب باب السائق، للتأكد من الضغط الموصى به للإطارات، ولا تنس الإطار الاحتياطي.
في حالة البطارية ذات الصيانة المنخفضة، ارفع الأغطية أو فك السدادات، وأضف ماء مقطراً إن استدعى الأمر ذلك، وإذا كان للبطارية (عين) تفحص لونها، فإن كان لونها أخضر أو أزرق فإن البطارية في حالة جيدة، أما إن كان لون العين أسود فلابد من فحص البطارية وشحنها، وإن كان لونها شاحباً أو اصفر فعليك بشراء بطارية جديدة بدلا منها.
وينسى كثير من مالكي السيارات الأتوماتيك فحص زيت ناقل الحركة. فإذا كان لون السائل بنياً أو أسود أو له رائحة احتراق، قم بتغيير السائل والمرشح. أما إذا كان السائل لزجا ولونه ابيض أو شاحباً، فقد يعني ذلك أن مبرد زيت نقل الحركة يحتاج إلى إصلاح.
ونفس الأمر يجب مراعاته مع زيت ناقل السرعة الآلي (الباور) حيث يجب فحص مستوى الزيت بواسطة مقياس عمق الزيت (في العادة يكون متصلا بغطاء خزان السائل). إذا كان المستوى منخفضاً فلابد من الإضافة حتى المستوى المطلوب، وفحص النظام بحثاً عن تسربات. وللكشف عن زيت المكابح يجب فحص المستوى في الاسطوانة الرئيسية (يجب تنظيف الغطاء قبل فكه) وإن كان مستوى السائل منخفضا، فيجب إضافة السائل حتى المستوى المطلوب.